الصفحات

Tuesday, June 7, 2016

قاسم سليماني في العراق لتعويض فشله في سوريا وترميم صورته


2016\6\7 
من زهير احمد
 حقيقة القضاء على تنظيم داعش الارهابي و تخليص العراق من شره و جرائمه و مجازره، يعتبر أمرا بالغ الاهمية و حيويا جدا بالنسبة للأمن و الاستقرار في هذا البلد، لکن الاهم من ذلك بکثير هو تحرير و تطهير العراق من المد الطائفي البغيض الذي صار يجتاحه بشکل إستثنائي بحيث إذا لم يتم وضع حد له فإنه من الممکن أن يعاني الشعب العراقي من الوباء الطائفي لفترات طويلة.
يتردد حاليًا الكثير حول الفلوجة العراقية، حيث توشك حرب كبيرة أن تقع. يقال: إن المدينة هي مركز «داعش» الإرهابية. وميليشيات شيعية عراقية طائفية تحاصر المدينة السنية. وجود قيادات وقوات إيرانية مع القوات العراقية في محيط الفلوجة.




وقوع جرائم ارتكبتها ميليشيات شيعية ضد النازحين من أهالي الفلوجة السنة. أهالي الفلوجة يشتكون من بطش وجرائم تنظيم داعش السني. على الرغم من التناقضات الصارخة في الروايات السابقة فإنها صحيحة جميعًا. هذه حكاية الفلوجة اليوم، التي تلتقي عندها متناقضات العراق.
ويقف على أبوابها قائد ميليشيات إيران قاسم سليماني مع قيادات من ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية، قد نجح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في تصوير الأنبار كمحافظة عدوة للنظام السياسي، واستخدم ذريعة ملاحقة «داعش» لتصفية خصومه والهيمنة على الحكومة، بصلاحياتها الأمنية والعسكرية والمالية. وقد حققت «داعش»، ومن معها السذج، نفس الحجة التي تستخدمها الآن إيران للاستيلاء على العراق. الإيرانيون دخلوا العراق العام الماضي بحجة تحرير الموصل، بعد احتلال «داعش» لها. لم يحرروا شبرًا واحدًا ولم يخرجوا من العراق، وهم الآن يفاخرون بأنهم يحمون العاصمة من هجمات «داعش» المُحتملة من الفلوجة. 


ومن جانبه اتهم رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري الخميس ميليشيات الحشد دون أن يسميها بارتكاب تجاوزات في معركة الفلوجة، وطالب رئيس الوزراء بإجراء تحقيق بتلك التجاوزات بحق المدنيين .
ولم يتوقف الامر هناحيث قالت مصادر أميركية إن واشنطن قلقة من دور أبومهدي المهندس، نائب رئيس ميليشيات 'الحشد الشعبي' العراقية، المتهمة بـ'ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين' خلال العمليات التي تقودها القوات العراقية ضد تنظيم 'داعش' الإرهابي، وذلك لدوره في القتال لصالح توسيع النفوذ الإيراني في العراق، خاصة أنه يعرف بـ'رجل قاسم سليماني'، قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني.
ونشرت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية تقريرا مطولا عن المهندس، وقالت إن 'صعود قائد الحشد الشعبي يعكس الحقائق الجديدة التي تواجهها الحكومة الأميركية في العراق بعد انسحاب عشرات آلاف الجنود منذ أكثر من أربع سنوات. إذ إن وكلاء إيران الذين شكلوا يوماً ما الخطر الأكبر على القوات الأميركية أصبحوا شركاء في قتال داعش'.
وبحسب صحيفة 'وول ستريت جورنال'، فقد علّق الناطق باسم قوات التحالف الدولي ستيف وارن، على دور المهندس في القتال ضد 'داعش' بالقول: 'إنه إرهابي. هكذا نراه. لكنه هناك، لذلك يجب أن يحسب له حساب'.
وجاء في التقرير أنه 'اليد اليمنى في العراق للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني'، وفق ما يقول مسؤولون وقادة رفيعون في ميليشيات الحشد الشعبي. ووفق هؤلاء فإن 'الإيرانيين يرسمون الخطط للعمليات العسكرية التي يتولى المهندس مهمتها في العراق، إضافة إلى موافقته على عمليات إرسال السلاح والذخيرة إلى فصائل الحشد الشعبي'. والجنرال الإيراني سليماني الذي جعل من حصار الفلوجة شعارًا لبطولات الحرس الثوري يوزعها داخل إيران، لتعويض فشله في سوريا وترميم صورته .
وبينما كانت أخبار وجود الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وقادة آخرين من الحرس الثوري الإيراني على مشارف الفلوجة، 'مجرد تسريبات'، أكدت الحكومة العراقية ومن ثم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، أن بغداد هي التي استدعت قاسم سليماني إلى العراق عند انطلاق العمليات في الفلوجة.


ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية تصريحات تلفزيونية للمهندس قال فيها أيضا إن 'القادة والمستشارين الإيرانيين متواجدون معنا منذ بداية المعارك'.
وفي بدايات النفوذ الايراني في العراق، حذرت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بقوة من هذا النفوذ و أکدت بصريح العبارة'إن نفوذ نظام الملالي في العراق أسوء بمئة مرة من القنبلة الذرية'، 
نعم مشکلة العراق الاساسية ليست تکمن في تحرير الفلوجة أو الموصل أو طرد داعش من العراق و القضاء عليه رغم الاهمية الکبيرة لذلك، وانما تکمن المشکلة الاساسية في تحرير العراق من المد الطائفي و الذي نعتقد بأن جذوره الاساسية ترتبط بالنفوذ الايراني و تتغذى منه، ومن دون إنهاء هذا النفوذ، فإن الظلال السوداء للطائفية تبقى مخيمة على العراق و مهددة لأمنه و إستقراره.





No comments:

Post a Comment