الصفحات

Wednesday, May 25, 2016

سفاح دمشق يفرض الموت البطيء على المعضمية والوعر



25/5/2016
من زهير احمد
تمارس قوات النظام وميليشيات الأسد سياسة روسية في الحصار والتجويع ضد مناطق المعارضة، مستغلة بذلك حاجات الإنسان الأساسية، خصوصاً الأطفال والمرضى الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء هذه المناطق أو نزحوا إليها هرباً من الموت والقصف، ليلحق بهم الجوع والألم والخوف من القادم المجهول.
معضمية الشام غرب العاصمة دمشق وحي الوعر جنوب غربي حمص، نموذجان لا يختلفان عن بعضهما من حيث سياسة الحصار المخطط لها والمتبعة ضدهما، فكلتا المنطقتين لا تتجاوز الخمسة كلم مربع يحاصر داخلها الآلاف من المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ قد تصل أعدادهم إلى نحو 100000 مدني كما حي الوعر المحاصر بحمص.


طبعا بشار المجرم لم يلتزم بأي تعهدات حيال مطالب أهل المدينة لاسيما إخراج المعتقل ينبل قام بخروقات عدة للهدنة من قصف بكافة الأسلحة المحرمة وغير المحرمة كان أشدها خلال الهدنة بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة.
الهدنة أنها نصت على وقفٍ لإطلاق النار وخروج للمقاتلين الذين رفضوا هذه الهدنة الإنسانية ويمر الحي بعدها بفترة من الراحة لا تتجاوز الشهرين لم يسمح خلالها النظام بدخول المواد الطبية، وقام بعرقلة عمل اللجان والمنظمات الأممية في تصوير واضح لعدم صدقه في تنفيذ هذه الهدنة التي وصلت أخيرا إلى طريق مسدود بعد نكث النظام لعهوده في إدخال المواد الطبية وإخراج المعتقلين ورفض ثوار الحي التخلي عن أشخاص تعبت أجسادهم داخل أقبية النظام الأمنية، ليلجأ النظام بعدها للضغط على جميع من في الحي من أجل الخروج منه في عملية تغيير ديمغرافي واضح كما حصل في 13 حياً من أحياء حمص القديمة قبل عامين.

وكذلك دور الأمم المتحدة في معضمية الشام على إدخال المساعدات مع كل مناشدات نطلقها، وللأسف لا تدخل إلا بشكل متأخر، وذلك بعد أن تستفحل الكارثة، وتفقد المدينة أطفالها وشيوخها ونساءها واحداً تلو الأخر موتاً من الجوع، فتقوم بعملية تخدير لوسائل الإعلام والأهالي المحاصرين بتقديم بعض المواد الغذائية البسيطة، وقد قدمت الكثير من الطلبات للأمم المتحدة تنص على العمل بشكل جدي من أجل فك الحصار بشكل كامل، فإدخال المساعدات لن يوقف المعاناة والجريمة التي ترتكب ضد الإنسانية، والأمم المتحدة لا تعبر إلا عن عجزها وعدم استطاعتها العمل في مثل هذه الظروف التي خلقت لأجلها أصلاً أصحاب القبعات الزرقاء.

أما في حي الوعر فدور الأمم المتحدة في العجز أكبر، فهي مشرف وراعٍ للهدنة المبرمة التي صرحت بها السيدة خولة مطر، رئيسة المكتب السياسي للسيد دي ميستورا، المبعوث الخاص إلى سوريا، من داخل حي الوعر في بداية انطلاقها، وهم يعلمون ماهية الهدنة، ومتابعون لأدق تفاصيلها.
نظام الأسد يبدل الحقائق وينكث بالعهود التي قطعها على نفسه، يترافق ذلك مع عجز كبير في الضغط وممارسة دور الأمم الحقيقي، إلا في عمليات التغيير الديموغرافي وإخراج أصحاب الأرض من أرضهم تجدهم أول الموجودين يعملون بجد ونشاط أمام وسائل الإعلام التي توثق كل أفعالهم، وتسجل كل ما تفضي إليها نتائج عجزهم عن مساعدة المدنيين، واليوم الهدنة معلقة من طرف النظام.
يعيش المدنيون في كامل المناطق السورية المحاصرة في القرن الحادي والعشرين ينتظرون موتهم البطيء، أمام أقلام تخط أسماءهم وتوثقها، وأعين وكاميرات ترصد لحظات موتهم، وشاشاتٍ وأقنية تعرضهم للعالم الذي تخلى عن إنسانيته، والمنظمات التي اعتادت على رؤية إبادة الشعب السوري العظيم الذي يذبح بصمت بينما دول العالم تتسابق لوضع هذا الفصيل وذاك على قائمة الإرهاب متناسين الإرهابي الأول 'سفاح دمشق' الذي ضرب المدنيين بالسلاح الكيمياوي ولم تصدر عنهم إلا التنديدات والامتعاض والأسف لقتل مئات آلاف الأبرياء، بل وانتظارهم له ليجد حلاً لحياة السوريين الذين ضاقت بهم سبل العالم أجمع.

No comments:

Post a Comment