الصفحات

Sunday, May 22, 2016

”التعذيب الابيض” رواية نرجس محمدي

2016/5/22
من زهير احمد
نرجس محمدي فعالة مدنية والمتحدثة باسم منتدى مدافعي حقوق الانسان التي تمضي حكمه الـ 5 سنوات من نوع حبس تعزيري في ردهة النساء بسجن ايفين السيء الصيت، اعترضت من خلال رسالة مفتوحة الى ”رابطة القلم العالمي” على حجز الفعالين السياسيين والمدنيين والعقيدتيين في الزنزانات الانفرادية في سجون النظام الايراني
هذه الفعالة في مجال حقوق الانسان المسجونة التي تم حكم 16 سنة الحبس التعزيري الآخرعليها من قبل محكمة الثورة الاسلامية رقم 15 أكدت في رسالتها على تداعيات وتأثيرات سلبية زنزانة انفرادية و وصفته بـ ”التعذيب الابيض”



نص رسالة السيدة نرجس محمدي التي وصلت الى ”حملة الامهات السجينات” كما يلي:

اعضاء رابطة القلم العالمي المحترمون
مع تحية واحترام
اكتب هذه الرسالة من ردهة النساء في سجن ايفين. من بين 25 السجينة اللاتي من اهل القلم والفكر بالوان من انتماءات فكرية وسياسية متنوعة لا توجد إمرأه ارهابية ومخربة واتهاماتنا باجمعنا تعود الى الفعاليات السياسية والمدنية والعقيدتية والانتماءات الفكرية ما أدت الى احكام حبس طويل المدى علينا حيث اصبح مجموع احكام علينا الـ 23 إمرأة، 177سنة ما عدا السجينتين اللتين لم يحكم عليهما
ما سبب كتابة الرسالة اليكم اهل القلم والفكر في العالم، هو ذكر آلام ومعاناة كبرى من تحمل معاقبة السجن، السجن الذي مختلف مع سجون اخرى في إيران لا يوجد فيه تلفون، ويتم اللقاء بين السجين مع ذويه من خلال جدار زجاجي مزودج عبر السماعة و اللقاء الكثب يكون مرة واحدة في كل شهر مع الذوي بدرجة اولى. عدا لقائنا الواحد في كل اسبوع لا يمكننا اي ارتباط آخر مع خارج السجن وفي أيام بين اللقائين نخوض في سكوت واللا خبر محض.

لكن المعاناة والعذاب اكبر من السجن هو تحمل الزنزانات الانفرادية في الردهات الامنية. نحن الـ 25 إمرأة تحملنا مجموعا 12سنة(150 شهرا)  حبسا في ردهات امنية وهذا يعد معاقبة اشد من معاقبات السجن التي يتحملها المتهمون قبل اقامة محكمتهم في دورة تدعى ”تحقيقات مقدماتية” التي تطول مايتراوح بين أيام حتى سنين. الموضوع هو ان المتهمين السياسيين، اوالمتهمين المدنيين اوالعقيدتيين الذي كانت فعاليتهم كتابة او حديث، يحبسون في الزنزانات الانفرادية كارهابي خطير لمدة مجهولة رغم تناقضه مع الدستور. الزنزانة الانفرادية يعتبر مصداق بارز لتعذيب نفسي ما أخذت ضحايا كثيرة طيلة السنوات.

أثنا 14 سنة الفعاليه في منتدى مدافعي حقوق الانسان، تم اقامة تحقيقات و بحوث و مقابلات صحفية وتم نشر بيانات عدة من قبل المنتدى و مجلس السلام الوطني و اعترضنا على استخدام هذا الاسلوب الحاد بشأن المتهمين السياسيين والمدنيين والعقيدتيين لكنه و مع الاسف الشديد نرى ان الزنزانات الانفرادية تستضيف النساء والرجال من المنتقدين والفعالين السياسيين. احد إنجازات الزنزانة الانفرادية، اخذ الاعترافات والاذعانات اللا اساسا لها ضد المتهمين التي سيستخدم في اصدار الحكم على المتهمين معتمدا عليها وهذا ليس كل الحكاية ولا ينتهي الالم بهذا بل واضافة على ذلك يفقد المحبوس بالزنزانة الانفرادية سلامته جسديا و اسوء من ذلك نفسيا بحيث يبقى على تلك الحالة حتى نهاية عمره لان الشخص يرمى في هذه العلبة المسدودة في خلأ وفضا حلك وهالك محروم من كل ما يلزم الحس وادراك الانسان وحفظ الهوية، محرومية من الهواء، الصوت، النور و...كمحركات طبيعية ومن القراءة والكتابة و.. كمحركات ذهنية.. 

No comments:

Post a Comment